انفصل بروحه الثائرة عن ماديته الخانعة المستسلمة، عن كتلة ظله المخمور أحادي اللون ...
ودّع الشارع الحزين، وألوان الشارع الحزينة، ووجوه قاطنيه الحزينة .. ثم غادرهم ...
انحني امتنانا للحظات حزنه جميعا، لأحلامه التي لم تتحقق، لأيامه الجميلة التي تمناها بلا أمل في أن يحياها ...
الآن .. كل شيء كما ينبغي وعلي خير ما يرام .. الآن انتهي القلق إلي الأبد .. إنه الآن يري الشمس التي لطالما اشتاق إلي مرآها .. تنظر له علي استحياء.. متخذة من السحب القليلة الباقية في كبد السماء بعد كل ما أذرفت من الدمع الحزين حتي الصباح حجاب ..
انتهي الأمر الآن ...
إنه الآن بصدد لقيا من اشتاق إلي لقياه ...
ينظر إلي قوس قزح الذي يعشقه بألوانه السبع وما بينهم .. ينظر إلي الطبيعة .. إلي الألوان ...
يرتفع قليلا لأعلي .. رويدا رويدا سيفرغ من ذلك .. يمط جسده النحيل ليستطيع إلقاء آخر نظرة اذدراء علي الكون ...
عاود النظر إلي الشمس ليجد أنه يري الله فيها بمنتهي البساطة ...
ما أجمل نلك اللحظات !!!
كم كان في انتظار ذلك الموت !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق