لست كاتبة، لا صحافية ولا روائية ولا حتي من المفكرين. ولكن، وربما لأنني أحب الثرثرة ولا أجيد البوح، صاحبتُ القلم.
الاثنين، 20 أغسطس 2012
الثلاثاء، 7 أغسطس 2012
ظلال 4
مسكين هو ذلك الظل الأحمق !!
يعشق ظلها ويراقبه علي الدوام، لكنه لا يملك ملاحقته، فالظلال ليست حرة الحركة .. إنها تتحرك بناءاً علي تحركات ذويها ووفقا لخطواتهم ... لكنه لا يدرك ذلك ..
يظن أنهما ظلين مختلفين وأن بإمكانهما فعل أي شيء يريدانه - فقط - إذا اتفقا ...
رجل وامرأة يجلسان علي أريكة واحدة في الطريق العام، لا يتحدثان .. لا ينظر اي منهما للآخر فهما لا يملكان أي لغة مشتركة ... لكن ذلك الظل المخمور مازال في اعتقاده القديم وحماقته الكبري ..
يشعل الرجل سيجارته الأخيرة قبل أن يغادر المقعد .. تخرج هي من حقيبة يدها مرآة ومكحلة لتكحل عينيها الحزينتين ... وفي الأسفل ارتمي ظلان متشابكين الأيدي، غارقين في الأوهام ...
يدنو ظله من ظلها ويهمس قائلا "أتعلمين يا حبيبتي نحن الظلين الوحيدين المختلفين في هذا الكون ... فلا يوجد غيرنا ظلالاً حرة وبالألوان" !!
يلقي الرجل بعقب السيجارة ويتنحي عن مقعده ويغادر ..
تنتصب هي واقفة وترمقه بنظرة جانبية وتغادر المكان أيضا ، ولكن في الاتجاه الآخر ...
يرحل الظلان مفترقان إلي الأبد !!
مسكين ذلك الظل الحزين، لا يعلم أن جميع الظلال متشابهة.
الأحد، 5 أغسطس 2012
ظلال 3
تعشق الظلال وتحاول تقليد ظلها علي الدوام ...
تري ظلها يشبه ظل الفراشات .. لكنها ليست أكثر من مجرد فتاة لا تستطيع مواجهة الحياة المليئة بأمثالها من الحمقي ...
تسير دوما في الزحام لتندمج فيه علي أمل أن تفقد ظلها الذي يمثل تأنيب الضمير.. يذكرها بتقصيرها وضعفها وقصر قامتها ولكنه يأبي أن يفارقها ..
تحاول الاندماج مع الكون ...
تنتزع البهجة من الأيام لتحصل بالكاد علي الابتسامة ...
لا تحلم سوي بالنوم ...
تبتعد عن الضجيج .. الشمس مبهرة والفراشات تملأ الكون ..
ظل الفراشة يشبه ظلها تماما ...
أطلقت جناحيها في الريح وقررت تجربة تحليق الفراشات وارتفعت، لتجد أن الظلال لا تفارق الأرض أبدا ...
ظلال 2
لم يكن أحد ليصدقها حينما كانت تقول أنها تمتلك ظلا مختلفا عن كل الظلال.. فظلها يستطيع فعل الكثير والكثير من الأشياء التي لا تقوي ولا تجرؤ هي علي فعلها ...
ظلها يؤنس وحدتها ويشد من أذر قلبها السقيم ..
كل ما حلمت به يوما تراه دوما يتجسد ... في ظلال ...
ظلها يسير علي ساقين .. بينما هي لا تستطيع ..
ظلها يحلم بينما هي لا تفعل ...
لكنه علي كل حال يشبهها ... مثلها جميل وصبي ...
استيقظت ذات صباح تحت الشمس السعيدة، لترتاد - كالعادة - المكان ذاته ...
ثقيلة الوزن ببدانتها علي كرسيها المدولب، لكن ظلها النحيل ينطلق في خفة وحبور تحت الشمس ...
ينطلق ظلها ليقابل ظله .. ينظر إليه .. يعانقه .. يتحد معه إلي الأبد ليصبحا ظلا واحدا ...
تنظر إليه في سعادة بالغة ...
تحمله بقلبها وتسير .. فخورة بامتلاكها لمثل هذا الظل .. وإن لم يصدقها أحد ...
السبت، 4 أغسطس 2012
ظلال 1
انفصل بروحه الثائرة عن ماديته الخانعة المستسلمة، عن كتلة ظله المخمور أحادي اللون ...
ودّع الشارع الحزين، وألوان الشارع الحزينة، ووجوه قاطنيه الحزينة .. ثم غادرهم ...
انحني امتنانا للحظات حزنه جميعا، لأحلامه التي لم تتحقق، لأيامه الجميلة التي تمناها بلا أمل في أن يحياها ...
الآن .. كل شيء كما ينبغي وعلي خير ما يرام .. الآن انتهي القلق إلي الأبد .. إنه الآن يري الشمس التي لطالما اشتاق إلي مرآها .. تنظر له علي استحياء.. متخذة من السحب القليلة الباقية في كبد السماء بعد كل ما أذرفت من الدمع الحزين حتي الصباح حجاب ..
انتهي الأمر الآن ...
إنه الآن بصدد لقيا من اشتاق إلي لقياه ...
ينظر إلي قوس قزح الذي يعشقه بألوانه السبع وما بينهم .. ينظر إلي الطبيعة .. إلي الألوان ...
يرتفع قليلا لأعلي .. رويدا رويدا سيفرغ من ذلك .. يمط جسده النحيل ليستطيع إلقاء آخر نظرة اذدراء علي الكون ...
عاود النظر إلي الشمس ليجد أنه يري الله فيها بمنتهي البساطة ...
ما أجمل نلك اللحظات !!!
كم كان في انتظار ذلك الموت !
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)